تشكو غراسات الزيتون المرويّة من ضعف الإنتاجية وذلك لأسباب عدّة نذكر من أهمّها قلّة العناية وعدم التصرّف المحكم في مياه الري. وغالبا ما تكون الزيتونة في المرتبة الثانية أو الثالثة من حيث تلبية حاجتها إلى الماء باعتبار ما هو سائد لمقاومتها للجفاف ونموها رغم الكميات المحدودة من الماء التي توفر إليها سنويّا.

وقد أظهرت نتائج البحث في ميدان الري على غرار البحوث التي أجريت في قصر غريس أن شجرة الزيتون تتجاوب كليّا مع الري إذا أحكمنا التصرف فيه. فالري يضاعف المردود إلى حدّ 4 و 5 مرات مقارنة بمردود الغراسات المطريّة بشرط توفير كميات الماء اللازمة في مراحل دقيقة تكون فيها الحاجة إلى الماء ضروريّة.

وتتراوح كميات الماء الضرورية سنويّا ما بين 600 و 800 م3/هك أي ما بين 6000 و 8000 م 3/هك في أغلب مناطق البلاد، على أن تنقض منها 60 % من كميات الهطل المطري. ويحتاج زيتون الطاولة إلى كميّة أكبر نظرا لحجم ثماره.

وباعتبار كميات الأمطار التي تنزل سنويّا والتي تتراوح جمليّا ما بين 200 مم (صفاقس) و 600 مم (بالشمال) في مناطق زراعة الزيتون تكون حاجة الزيتونة إلى مياه الري التكميلي ما بين 200 مم بالشمال و 400 مم في المناطق الأقل أمطارا.

وتقسّم هذه الكميّات على المراحل الحرجة التي تتزامن مع تكوين البراعم (فيفري – مارس) ونمو الثمرة (أوائل جوان إلى أواخر سبتمبر) وخاصة عند تصلب النواة وتلوّن الثمار. وبما أنّ الزيتون يثمر على الأغصان التي عمرها عام فإن عمليّة الري التكميلي ضروريّة خلال السنوات المثمرة وغير المثمرة.

وتعطي الزيتونة مردودا جيدا تجاه استعمال الماء إذا أسندت لها المياه في المراحل الحرجة وبكميات محكمة. ويقدر هذا المردود ب 0.4 إلى 0.5 كغ من الثمار/م 3 الواحد من الماء ويمكن تجاوزه إذا أحكمنا التصرف في الماء إن الاستعمال الأمثل في مياه الري يمكن من إنتاج ما بين 2.5 إلى 5 كغ من ثمار الزيتون عن كل متر مكعب من مياه الري.

* القاعدة العلميّة لتحديد كميّة الماء اللازمة لري الزيتون

تحتاج الزيتونة إلى كميات متفاوتة من الماء حسب فترة النمو وأهميّة التبخر وتتراوح الكميات المتبخرة يوميّا بين أقل من 1 مم إلى 6 مم حسب المنطقة والفصول. إلى جانب التبخر، لا بدّ من اعتبار خصائص الشجرة كعمرها وعلوّها ونسبة تغطيتها للأرض. 

وعلى سبيل المثال يمكن تحديد كميات الماء اللازمة للغراسات المروية بالشمال التونسي بالإعتماد على كميات التبخر اليومي والشهري لمنطقة سهول مجردة.

iR2Qg4WuzPtcb_lEd8wi1WBd5_SDq0YeDyU2Pqmd3ah3JWnRfZMV3F-G_MkmkG1oMY3QbsmqnxcwkG-kuslmW94d74PTA-hkqSiKYuJNm-wMbyxYLLuA6qZZCGoJ6b0shKRCeZq5MzY9I2w2QXRT-8FL1WqzkaIiwh4xtXcU8rcDPe_n2ne6vtgpzF0ARw 

إلى جانب التبخر، لا بد من اعتبار خصائص الشجرة كعمرها و علوها ونسبة تغطيتها للأرض.

وتدمج هذه المعطيات في العامل النباتيّ Kc Coefficient cultural” الذي يسند كما يلي: ”

rp-LNAedO7lhknP2QAc8QKcpVvhfQT7nXxxCrmN3K_PLkOLXJur0veicfE-z2qGIb9ZbpIToLehqPYaqoLrQp5jW9nLomWXaHMs35o_4tBDCE7OirUxFSiuCyIXH0D70xpsyHPbxBJ0C98nEskG-s-Nz5tXP5NfEdCGC-ig63hb649xgCZr5WlsqZWqxqw

ويدعّم العامل النباتي “بعامل التغطية” الذي يضبط حسب نسبة تغطية الزيتونة للأرض كما يبدو في الجدول 3 (Taux de couverture du sol)

EFxta9_xtsq572f0AJ9oinyoaNXmybEHcsKJR7CytMUKZxEiIPOiARYQN2NwrLzAKAjxPk9k2zSfsK6sS58Cj4VW94mEzx48--0BUokhEUWef_5fH5MsZOvdnU95apO9mbh8pvC2gSgSTNG8vkFzkA_MmwSI0M_qJd0mYyqIefW6UsRFy0eToClSYOlJmg

وبالتالي تقيّم حاجيات الزيتونة من الماء كما يلي : عامل التغطية  x  العامل النباتي x  التبخر مم

وبالتالي تقيم حاجيات الزيتونة من الماء كما يلي: 

YxUblR3NxpE8Omi2PEOKM83sjRii1VJFuzScj6AxWNYFT7nE3sR4JG1DiCh4GRo2B9XWa9zZEbuJLdSOUlbxbaAH6Ey-WJKfAVGhZHUT2U4zv6vMQu-aX-beAVTsFDOzDAIG4395mo6nAujUrr4jn2LvzDDulh8niGMc475xZSkJ1ZZdYsj0Drx1QLlm_Q

* الفترات الحرجة

هناك أربعة فترات هامة:

1. مرحلة تكوّن البراعم: 10 فيفري إلى 20 مارس

2. مرحلة تصلب النواة : 15 جوان إلى 15 جويلية

3. مرحلة تكوين البراعم للسنة الموالية : 15 جويلية إلى موفى أوت.

4. مرحلة نمو الثمار وإنتاج الزيت : أوائل سبتمبر إلى أوائل أكتوبر.

تقدم كميات الماء اللازمة 7 إلى 10 أيّام قبل المرحلة الحرجة.

ويمكن إضافة ريّة خامسة في حالة قلة أمطار الخريف لاسترجاع مخزون الشجرة قبل دخول الشتاء.

* كميات الماء اللازمة لري الزيتون

تحتاج الزيتونة إلى كمية متفاوتة من الماء حسب عمرها و الجهة (التبخر).وتروى أشجار الزيتون خلال الفترات الحرجة إما بطريقة مسترسلة بداية من شهر فيفري إلى أوائل أكتوبر أو بطريقة دورية خلال الفترات الحرجة (1 و 2 .(وتقدم بالجدول التالي الكمية اللازمة (besoin en eau) حسب الجهة والفترة  وعمر الغراسة . 

 

w5xrKb8-tOzOziIaZMZbITmnQ4w98q3aTcL02_kLM5F00mClarzfiDvQridu6flLSVs0gqfnoFOYDetfEYbqGbIgvBuRQ9XZh0WBTnJ5ao_2GI0vlR-pgk64ee9VgYq_lMgeIYHx47mm9SZ6UAQSD-1BNrd9F0jT6ntiENbbvzZVvhDluF5RDaTxtIqEQg

* المرحلة 1 :10 فيفري - 20 مارس

 المرحلة 2 :20 ماي 10 – أكتوبر  

هذا وينصح بإنقاص كميات الري ب10 % عند الإزهار لتجنب تساقط الأزهار

عند توفر المياه يستحسن ري الزياتين بطريقة مسترسلة كل يوم أو يومين باستعمال نظام القطرة - قطرة. أما في حالة الري التكميلي خلال الفترات الحرجة فينصح بالرفع في عدد الريات بحيث تقسم الكمية الجملية على أكثر عدد ممكن لضمان فعالية الري (كل 10 ام أو أسبوعين مثلا)

وانطلاقا من هذه الكميات اللازمة (besoin en eau de la culture =ETc) يمكن تحديد كميات مياه الري اللازمة ( Besoin en eau d'irrigation=I) بإدماج الأمطار الفعالة (Pe ( المتحصل عليها في كل فترة وتمثل هذه الأمطار تقريبا 70 % من الأمطار الجملية المتساقطة خلال فترة معينة

o1L_GwFduDgNLAjzCuySGnENHHCQlmOmDjOjimregi4gcAjeon785Wsi-taPGAIyoroaaIiT1QLG5KZa6fjPIz2Q9IWqp7Y3EK6qDsUHxyOCylqzhrSHogRI8UDWqG9kIqqpBQqdCZb7D66tSRa-ImEd7asan2RFsggnGPTiqDgwPz71JOGwKouN1wZr1A

ملاحظة: عند استعمال مياه تفوق فيها نسبة الملوحة 2غ \ل  لا بد من تحليل الماء للتعرف على وعية الأملاح ويمكننا قياس électrique Conductivité (CE) لتحديد كمية مياه الري التي يجب زيادتها لغسل الأملاح في منطقة الجذور والتي تسمى ب Fraction lessivante.

 يحتوي الجدول عدد 4 كميات المياه اللازمة على امتداد السنة أو خلال الفترات الحرجة حسب على العمر والجهة. نضرب لذلك مثالا: منطقة سهول وادي مجردة، ولايات تونس، بن عروس وأريانة)

hscz8NIx1DTxBzr_daLKcp_5Sd4T8rLRwyRR0NbnDESv4r_HZG7CEQKfHlzkInLnRePm9zui10v9t9nsPI_2sTf96pFUfznkPmzjD0-22JKFnsG1zz2tKdfMTZaM2EKNQ-2rXByEhXJTKqwxt2NlxAEqGkRMW1aH39urrfEx2dsvbaIuu1W1RaVmiSe5zQ

M9NdFClLq5txEkoB-503ik4AhI3a-VEjK8ohZ4QSv4g8e3gmzYoCthEc9wDBAfE7fTaB3Fey7pvjjAbOTMisxkwYiG_gq36Rx7BGE4qJRH-A2HsFNCPl3fggdYOBMMtJ1z0C86V2O0zu7ScQHstyHDpgiwQt1_7ob3sbLvi-BiEPkmKon8OH1KS4Z4_HZg

* صيانة الحواجز الترابية لحفظ المياه والتربة

لضمان نجاعتها وديمومتها، يجب مراقبة السواتر الترابية خصوصا بعد أولى الأمطار لإصلاح كل خلل ألم بها (تواجد الفئران بها وحفر جحورها يسهل جرفها عند نزول الأمطار الغزيرة) كما يجب السعي إلى تثبيتها بغراسة شجيرات علفية.

* التحويل الصنفي 

من المشاكل التي تعترض بساتين الزيتون الفتية : 

- تواجد نسبة ضئيلة من الأشجار المنتمية للصنف المرغوب فيه 

- الرغبة في ايجاد تنوع صنفي، 

- غياب صنف ملقح وسط الأصناف العقيمة ذاتيا مثل المسكي والزرازي مما يستوجب استبدال صنف بآخر وهو ما نعبر عنه بالتحويل الصنفي . 

قبل التفكير في القيام هذه العملية يجب التأكد من عدم وجود إعاقات بالغراسة وكذلك من صلوحية المناخ والتربة ومن فتوة الأشجار وحسن حالتها الصحية وسلامتها من الأمراض.

للقيام بالتحويل الصنفي يقع اللجوء إلى تطعيم الفروع الرئيسية للشجرة بطعوم منتقاة من أشجار منتخبة تنتمي لأصناف حسنة النمو والإنتاج باعتماد طريقة التطعيم بالرقعة وذلك عندما تكون الأشجار في أوج نشاطها (التدفق السريع للنسغ: أفريل – ماي وسبتمبر – أكتوبر).